ومن يصنع المعروف في غير أهله

موجز الاخبار

ومن يصنع المعروف في غير أهله

  ومن يصنع المعروف في غير أهله :



بـقـلـم / إبـراهـيـم فـكــي


ومن قصص الحكمه فى التراث العربى أن قوماً خرجوا الى الصيد فعرضت لهم أم عامر - أنثى الضبع- فطاردوها حتى ألجأوها الى خباء أعرابي فدخلته ، فخرج إليهم الأعرابي وقال : ما شأنكم ؟ قالوا : صيدنا وطريدتنا
فقال : كلا ، والذى نفسى بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفى بيدى ، فرجعوا وتركوه وقام فقدم للضبع حليبا ثم أسقاها ماء حتى عاشت واستراحت ، فبينما الأعرابى نائم في جوف بيته إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته ، فجاء إبن عم له يطلبه فإذا هو بقير في بيته فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فاتبعها ولم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول :
ومن يصنع المعروف فى غير أهله
يلاقى كما لاقى مجير أم عامرِ
أعد لها لما استجارت ببيته
أحاليب ألبان اللقاح الدرائرِ
وأسمنها حتى إذا ما تمكنت
فرته بأنيابٍ لها وأظافرِ
فقل لذوى المعروف هذا جزاءُ من
يجود بمعروفٍ على غير شاكر

 
من منا لم تستفزه تلك الدبلوماسية التي أضحت منهجاً لحكوماتنا المتعاقبة تجاه حكومة مصر فحتى حقوق الجيرة لاتلزمنا بإرتضاء الدنية لإرضاء الجار ، وعن نفسي لا أجد تفسيراً منطقياً يُبرر هذا الكرم الحاتمي لتكون ردة الفعل في كل مرة معاكسة ، فإبان عهد الإنقاذ وعلى سبيل المثال لا الحصر :
لم تمر مسألة العربات التى أهدتها الحكومة للاعبى المنتخب المصري مرور الكرام بل قوبلت بعد عام تقريباً بإساءات وشتائم المباراة الفاصلة الشهيرة (مباراة الجزائر ومصر) . 
كذلك لم تخذلنا حكومتنا بكرمها الفياض بإمداد مصر بقطعان مواشي وخراف فى زمن كنا نتحدث فيه عن محاربة اللحوم للغلاء ويبدو أن الحكومة أُعجبت بشعار جمعية حماية المستهلك حينها (الغالي متروك) وفسّـرته بأن على الشعب السوداني أن يترك اللحوم لتُهدى للشعب المصري إذ أنه الأولى!! ، لتكون ردة الفعل التي لم نستبعدها والتي تمثّلت في عدم موافقة الحكومة المصرية على طلب إستيراد الغاز للسودان بلسان حال قائل : (هو دوبك مكفينا إحنا وإسرائيل) !!
هذا ولم يتوقف كرم الحكومة على ذلك فحسب بل تعداه إلى التنازل عن إقليم حلايب (ضمنياً) إن لم تكن هنالك إتفاقية مخفية ، ولاغرابة فى ذلك ؛ فوحدها التصرفات التي حدثت من قبل السلطات المصرية في هذه المنطقه مع مسئوليين سودانيين وعدم تمكينهم من دخول المنطقه (آنذاك) تكفي لتخمين ذلك ناهيك عن الأعلام التي مازالت ترفرف فى سماء محلية شلاتين !! 
وأما عن تدخل الحكومة المصرية في شؤوننا الخاصة فقد تجاوز مرحلة الحفاظ على مصالح الجوار وتعداهُ ليصل إلى الوصاية ويمكنكم إن شئتم مراجعة أياً من برامج إعلامهم التي تناولت قضايانا . 
فإلى متى ستظل حكوماتنا تنتهج هذه الدبلوماسية العاطفية حيال التصرفات المعنية وتنتظر رد الجميل من الآخر الذي وفي كل مرة يعاقبها ويجعلها تعض أصابع الندم ؟؟ وهى –أى حكوماتنا- التي تنادي بالزود دائماً بالسلاح وإستخدامه حتى فى إخماد أقل نقاش بين الجمهور وقوات النظام العام !!

📌لمتابعة جميع المقالات و الاخبار و الوظائف القانونية عبر قروبات "وعي قانوني" انضم لاحد القروبات بالضغط هنا ⚖️ أو للمتابعة عبر تطبيق "خدمات قانونية" قم بتحميله بالضغط هنا
♻️ شارك المنشور تكرما ♻️

 📌لمتابعة جميع المقالات و الاخبار و الوظائف و الدورات التدريبية القانونية عبر قروبات "وعي قانوني" انضم لاحد القروبات

 بالضغط هنا ⚖️ أو للمتابعة عبر تطبيق "خدمات قانونية" قم بتحميله بالضغط هنا

♻️ شارك المنشور تكرما ♻️
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -