(إتكاءة الظهيرة) سلسلة العون القانوني والاستنارة المعرفية.
قرينه البراءه بين المتهم والقاض"دراسة في فلسفة القانون:-
================================
المقدمة:
الأصل في الإنسان البراءه وعلي من يدعي العكس أن يقيم الدليل الجازم، ومقتض ذلك أن المتهم غير مكلف بإثبات برائته وأن حكم الادانة يجب أن يبني علي الجزم واليقين من الواقع الذي يثبت بالدليل المعتبر و أن أي شك في ادلة الادانة يستتبع علي القاض أن . قرينه البراءه بين المتهم والقاض"دراسة في فلسفة القانون:-
(١)الأصل في الإنسان البراءه وعلي من يدعي العكس أن يقيم الدليل الجازم، ومقتض ذلك أن المتهم غير مكلف بإثبات برائته وأن حكم الادانة يجب أن يبني علي الجزم واليقين من الواقع الذي يثبت بالدليل المعتبر و أن أي شك في ادلة الادانة يستتبع علي القاض أن يعلن براءة المتهم لأن ما ثبت باليقين وهو البراءة لا يزول بالشك. وعلي الرغم من أن أصل البراءة قاعدة وضعية توصل اليها المفكرين والمبدعين بعد صراع طويل وكفاح مرير من الظلم والمحاكمات الصورية والظالمة واقرتها منذ وقت قريب تشريعات الدول المتمدينة والدساتير المعاصرة والمجتمع الدولي فإن الإنصاف يقتضي الإعتراف أن الصادق الأمين محمد بن عبد الله ذكرها قبل أن تتفتح لها أذهان البشر إذ قال ادروء الحدود بالشبهات وان الامام ليخطي في العفو خيرا مما يخطي في الحد .
(٢)وعلي الرغم من الاسس الدينية والدولية والدستورية لاصل البراءة وما يترتب عليها من نتائج تفسير الشك لصالح المتهم الا أن هذه القاعدة لا تجد لها صدي كافيا لدي بعض القضاه الغير متحررين تماما من رويقه الماض حيث ينظر الي المتهم علي أنه مجرم الأصل فيه الادانة بل ان بعضهم يحتكم الي القدر الذي ساق المتهم الي ساحه القضاء - رغم هوان ادلة الادانة-بقالة ان الاراده الالهية اوقعت بالمتهم في واقعه لم يرتكبها لينال جزاءه عن وقائع ارتكبها ولكن لم يكتشف امرها!!وبعضهم يفترض في المتهم الادانة من واقع وجه نظر الادلة التي ساقتها سلطة الإتهام فيتاثر بها ولا يملك منها فكاكا!ويظهر ذلك بوضوح في حكم الادانة اذ تري القاض يركن لتلخيص ادله الثبوت التي اعدتها سلطه الإتهام وينقلها في حكمه حرفيا.وايضا بعض القضاه توصلا للادانه او تشديد العقاب يعمد الي انتزاع ظرف مشدد ليس له من اقوال شهود الإثبات سندا من خلال مسخها وتحريفها.
ولاتري هذا القاض وذاك يقيم لتناقض اقوال شهود الاثبات وتعارضها وزنا ولا أيضا لتهاتر ادلة الادانة بالا !وتري اقوال شهود النفي عنده نسيا منسيا !والمستندات الرسمية المقدمة من المتهم مهجورة!وكل ذلك تشدقا بحريه القاض الجنائي في الإثبات وتقدير الادله! والنتيجة ادانه متهم رغم ظلال الشك المحاط به الإتهام!!
(٣)وإذا كان صحيحا أن القاض حر في الاثبات وتقدير الادله إلا أنه غير حر بالحكم بناء على ادلة محل شك ومواطن ريبة ولو اجتهد في رفع التناقض والتعارض بينها من خلال تسطير حكمه خلوا من التناقض والتعارض ليظهر للعامه متناسقا حال أنه اغفل وأسقط الحقائق الثابتة التي هي مناط الشك. لأن القاض بذلك يحرم المتهم من أصل البراءه الذي يوجب تخليه سبيله عند الشك في ادله الثبوت. حقا أن القاض هو المنوط به تقدير الشك ولكن هذا التقدير لا يعني التحكم أو التعسف واسقاط الحقائق الثابتة في الدعوي اذ معيار الشك لابد أن يكون موضوعي وليس شخصي بمعني ما يقره العقل الجمعي من ريب وشبهات يعد شكا وإلا فلا.
وهو ما يدعونا الي لزوم اعاده النظر في بعض المبادئ المستقره في قضاء النقض مثل سلطه القاض المطلقه في تجزئة اقوال الشهود والتنسيق بينها واستخلاص صوره الواقعه وطرح دليل النفي ولو حملته اوراق رسميه....الخ لأن هذه المبادئ ولئن كان يمكن قبولها طبقا لمبداء حرية الإثبات الجنائي إلا انه يحد من إطلاقها مبداء أصل البراءه وتفسير الشك لصالح المتهم. وذلك من خلال الزام القاض في هذه الاحوال بتسبيب حكمه بما يفيد المامه بمواطن الشك في الإتهام وتفنيده بالمنطق والبرهان بما يسمح للمتهم اولا والناس ثانيا التأكد من أن الشك في الإتهام في غير محله بل مجرد سراب ويتيح لمحكمة النقض الرقابه لا تخليه الساحة لقاض الموضوع فيصير الاصل في المتهم الادانه. (٥)وإذا كانت محكمة النقض رغم أصل البراءه وتفسير الشك لصالح المتهم قد اوجبت علي القاض عند الحكم بالبراءة أن يلم بادلة الثبوت في الدعوي ويوازن بينها وبين ادله النفي ثم يخالجه الشك في ادله الثبوت وان يخلوا حكمه من عيوب التسبيب فاولي ان تشترط هذا الإلمام والموازنة عند الادانه لأن التهم دون يقين تدفع بغلبه الظن.
(٦)غير أن الإنصاف يقتضي الإعتراف أن هناك قضاه لا زال يتمسك بأصل البراءه ويفتش في أوراق الدعوي عن مواطن الشك بل ان بعضهم يلفت نظر الدفاع عن المتهم بالترافع في نقاط يراها في صالح المتهم وبعضهم يحث الدفاع علي تناول ما هو ضد المتهم املا في آثاره الشك حولها فيخلي سبيله. والمساله تتعلق بالدرجه الاولي بضمير القاض وحرصه علي انفاذ القانون وأعمال قرينه البراءه.
وما التوفيق الا من عند الله
استغفرالله العظيم واتوب اليه
والله من وراء القصد
مولانا : الطيب إسماعيل حسن
استغفرالله العظيم واتوب اليه
والله من وراء القصد
مولانا : الطيب إسماعيل حسن
باحث قانوني وأكاديمي.
📌لمتابعة جميع المقالات و الاخبار و الوظائف القانونية عبر قروبات "وعي قانوني" انضم لاحد القروبات بالضغط هنا ⚖️ أو للمتابعة عبر تطبيق "خدمات قانونية" قم بتحميله بالضغط هنا
♻️ شارك المنشور تكرما ♻️
📌لمتابعة جميع المقالات و الاخبار و الوظائف و الدورات التدريبية القانونية عبر قروبات "وعي قانوني" انضم لاحد القروبات